اطفالنا أمانة في اعناقنا..

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

سلوك اطفانا هو نتيجة تربيتنا لهم ..
كلما قدمنا لهم الافضل كلما نشأوا نشأة صالحة
والعكس صحيح ، فالسيء لا ينتج الا الاسوأ ..لا اتحدث هنا عن الجانب المادي ، بل عن الجانب الاكثر تأثيرا ألا وهو المعنوي ، وتحديدا الذي يخص الاخلاق السامية والسلوك السليم والتي ترتكز بدورها على المباديء والقيم الراقية ، تلك التي لا تكاد تخلو منها نفس بشرية الا وتصبح " طالحة " بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى .


أطفالنا أمانة في
اعناقنا ، تربيتهم وظيفة حتمت علينا مسؤوليتنا اتجاههم القيام بها كما ينبغي ودون مقابل يرجى .
وبالرجوع الى تقاليدنا واعرافنا المتداولة بين شعوبنا العربية .. نجد أننا نحن معشرالنساء مكلفات بتحمل الجزء الأكبر من اعباء تربية
اطفالنا ، كوننا اقرب الناس اليهم واحنهم عليهم .
ومن هنا احدثكن ان شاء الله قليلا عن تجربتي الخاصة أو ان صح التعبير عن بعض النقاط الرئيسية التي علمتني اياها خبرتي في تربيتي لهم .
هي نقاط نهجتها فحققت لي نتائج جدا ايجابية ومرضية لأبعد مدى .



1 - " يؤخد باللين ما لا يؤخذ بالعنف " فأبدا لا تصرخي في وجه طفلك مهما فعل ومهما ارتكب من اخطاء ..خذيه فقط بحنية بين يديك وحاولي ان تشرحي له خطأه بصوت خافت ونظرات حنونة حتى لا تزرعي الرعب في قلبه الصغير ، اجعليه يفهم فقط من خلال كلمات مختصرة تختارينها في التحدث اليه أنه أخطأ وعليه أن لا يكرر خطأه مرة أخرى ..وكل ذلك مع رسم ابتسامة على شفتيك والحفاظ على هدوئك وابداء جديتك في نفس الوقت .
هذه من انجح وسائل التوبيخ لأطفال هذا الزمن ، كونهم واتقين من انفسهم زيادة عن اللزوم ويتمتعون ما شاء الله عليهم بدهاء وذكاء كبيرين يؤهلهم لفرض وجودهم علينا بطرق مختلفة ابتدعوها خصيصا كي يحتموا بها منا حسب ما تمليه عليهم عقولهم الصغيرة .
ولهذا علينا نحن ، اخواتي الفاضلات ، أن نكون أذكى وأدهى منهم كي نتمكن من توجيههم بالشكل السليم وتسييرهم بالطريقة التي نراها نحن صائبة دون مشقة وعناء ودون - وهذا هو الأهم - أن نؤلم اجسادهم الطرية ونؤثر على نفسيتهم المرهفة .


2 - اياك أن يقودك حبك لطقلك لتلبية كل رغباته وطلباته ، حتى وان كان كل شيء متوفر لديك .
فذلك سيفسد سلوكه ، حتى فيما يتعلق بالاكل والشرب والملبس وغيرهم ، عليك ان تقدمي له كل شيء على قدر النفع والكفاية ، دون تبدير بل بالتدبر والتدبير ، فذلك سيعلمه مع مرور الايام كيف يقدر الاشياء بقيمتها ، لا يستهين بالثمين منها ولا يحتقر الرخيص منها ، فتدبر أموره الشخصية في كبره يتوقف على ما اعتاد عليه في صغره .



3 - ان كان طفلك عنيدا ، فخير السبل لمعالجة عناده تجاهله : لا تبدي له ابدا أنك تفهمين قصده بعناده ، لا تجعليه يحس باستيائك من عناده ..فكلما احس ان عناده ينفع في ازعاجك كلما تشبت به اكثر واستعمله كسلاح ضدك كي يعلي كلمته عليك ..تصرفي امامه وكان عدم - خضوعه لأمرك - لم يؤثر عليك في شيء
وهنا احب ان اصحح هذه العبارة بواحدة افضل منها وارقى وهي - تلبيته لطلبك - فعندما يحس الطفل العنيد انك تأمرينه فعناده يزداد لكن اذا طلبت منه فعل الشيء بلباقة تامة مدعمة بحنية الأم الودود المحبة لطفها ..فهو يلين ويستجيب للطلب برضى كبير .


4 - وأما ان كان طفلك متمردا ، يحب اثارة المشاكل ، لا يتقبل توجيهك ولا يستمع لكلامك فامامك خيارين :
فاما أن تضغطي على مشاعرك وتخاصميه ليوم كامل او ليومين مبدية له بذلك انك غير راضية على سلوكه وتصرفه ، وتحرميه من كل الاشياء التي يحبها حتى يعود لصوابه .
واما ان تتنازلي قليلا وتتقمصي دور الأم الطفلة الصديقة المقربة لطفلها ، وهذا هو الحل الانسب في نظري .. فتقابلي تمرده بصدر رحب ومن تم تستطيعين بذكائك أن تمتزجي أكثر بافكاره وتستخرجي ما يخالجه من افكار تجول بمخيلته والتي يحاول ان يطبقها في واقعه ...
وعندما تتمكنين من معرفة حقيقة تمرده اظهري أمامه مجددا بشخصية الأم العطوف التي من واجبها تقويم ما اعوج من سلوك طفلها المحبوب ثم تفتحين معه مجالا للحوار لتصححي افكاره الخيالية وياحبذا لو رافق حديثك معه رواية بعض القصص المعبرة والهادفة حتى ولو كانت من تأليفك الخاص ..المهم هو ان تجعليه يستمع اليك من بداية الحديث الى نهايته شرط ان لا يزيد وقت المحادثة على اكثر من ربع ساعة حتى لا يمل فيفقد تركيزه على كلامك ويضيع الغرض من كل ذلك ويذهب جهدك سدى ..


5 - لا تحلي مشاكله دوما ..ضروري ان تتركيه أحيانا يحل مشاكله بنفسه ، كي يتعلم كيف يعتمد على نفسه على الاقل في الامور الصغيرة التي تتعلق بحياته وتنشأ لديه تقة بالنفس وقدرة على تحمل المتاعب التي يمكن ان تواجهه في حياته ولا يكون فريسة للضعف والخوف والجبن ..فمن تجاربه سيستفيد ومنها سيتعلم كيف يتجاوز محناته دون اللجوء اليك دائما .
واهم شيء يجب ان يتعمله في سنه الصغير النظام ، علميه كيف ان الحياة تعتمد بالاساس على النظام
عليه ان يعتاد عليه في كل شيء ...اول شيء عليه ان يرتب غرفته بنفسه وان يحافظ على ترتيب ملابسه داخل خزانته وتصفيف كتبه فوق مكتبه بشكل جميل ولا تقبلي ابدا ان يبعثر العابه في كل اركان البيت ، عليه ان يجمعها كلها بمجرد ما ينتهي من اللعب بها في مكان مخصص لها بغرفته ..كلما تعود على النظام والترتيب والتنسيق كلما كره الفوضى وتجنبها كلما ارتحت انت واطمأنيت عليه في المستقبل.



هذا كل شيء وأتمنى أن تروق لكن طريقتي في التعامل مع ابنائي ، هداهم الله وأصلح شأنهم هم وجميع اطفال المسلمين اينما كانوا على وجه الأرض ، وكفانا واياكن شر الخلف الفاسد ..آمين يا رب العالمين .

بقلمي 


أختكن المحبة لكن في الله


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مقتطفات من قصيدة : الى متى أنت باللذات مشغول للبوصيري

اذا قل ماء الحياء ..قل ماء الحياة

مقاصد سورة ابراهيم